المغرب الكفاح من أجل الاستقلال و استكمال الوحدة الترابية

مقدمة

شهد المغرب خلال القرن العشرين مراحل حاسمة في كفاحه من أجل الاستقلال واستكمال وحدته الترابية. بعد فرض الحماية عام 1912، انطلقت مقاومة مسلحة في مختلف المناطق المغربية، تلتها حركة وطنية سياسية، وصولاً إلى تحقيق الاستقلال واسترجاع المناطق المحتلة.

1. الاحتلال والمقاومة المسلحة (1912-1934):

بعد توقيع معاهدة الحماية، قُسِّم المغرب إلى مناطق نفوذ فرنسية وإسبانية، مع وضع خاص لطنجة كمدينة دولية. قوبل هذا الاحتلال بمقاومة شرسة في عدة مناطق:

• الجنوب: قاد أحمد الهيبة المقاومة، لكنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان عام 1912.

• الأطلس المتوسط: تزعم موحا أوحمو الزياني المقاومة وحقق انتصارًا في معركة الهري عام 1914.

• الريف: قاد محمد بن عبد الكريم الخطابي المقاومة وحقق انتصارًا مهمًا في معركة أنوال عام 1921.

• الأطلس الصغير: تزعم عسو أوبسلام المقاومة، لكنه انهزم في معركة بوغافر عام 1933.

2. المقاومة السياسية وتطور الحركة الوطنية (1934-1953):

بعد قمع المقاومة المسلحة، انتقلت الحركة الوطنية إلى النضال السياسي بسبب:

• إصدار الظهير البربري عام 1930، الذي هدف إلى التفريق بين المغاربة.

• ظهور نخبة مثقفة واعية بالمخططات الاستعمارية.

• تضرر الاقتصاد المغربي نتيجة الاستغلال الاستعماري.

في عام 1934، قدمت الحركة الوطنية "برنامج الإصلاحات المغربية" الذي طالب بإصلاحات إدارية، اجتماعية، واقتصادية، لكنه قوبل بالرفض. وفي 11 يناير 1944، قُدِّمت "وثيقة المطالبة بالاستقلال"، مما أدى إلى اعتقالات واسعة في صفوف الوطنيين.

3. ثورة الملك والشعب (1953-1956):

في 20 أغسطس 1953، نُفي السلطان محمد الخامس إلى كورسيكا ثم مدغشقر، نتيجة دعمه للحركة الوطنية. أدى ذلك إلى اندلاع ثورة شعبية شملت مظاهرات وحركة فدائية، مما أجبر فرنسا على إعادته عام 1955 والاعتراف باستقلال المغرب في 2 مارس 1956.

4. استكمال الوحدة الترابية بعد الاستقلال:

بعد الاستقلال، واصل المغرب جهوده لاسترجاع مناطقه المحتلة:

• 1957: إلغاء الوضع الدولي لطنجة.

• 1969: استرجاع سيدي إفني.

• 1975: تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع الساقية الحمراء.

• 1979: استرجاع وادي الذهب.

ولا تزال مدينتا سبتة ومليلية تحت السيطرة الإسبانية حتى اليوم.

خاتمة:

تمكن المغرب، بفضل تضحيات شعبه ووحدته، من تحقيق الاستقلال واستكمال جزء كبير من وحدته الترابية، ليبدأ مرحلة جديدة من البناء والتحديث.